أحكام الشتاء 2
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد...
أهلاً وسهلا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي واسأل الله سبحانه وتعالى بأسماءه الحسنى وصفاته العلى الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعنا وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ..
:::::::
الشتاء عبر وعظات
كتير من الناس مع دخول فصل الشتاء بتبدأ تستعد يبدأوا يجهزوا ملابس الشتاء وينزلوا يلفوا على المحلات، وتبدأ الشركات بتاعت المنتجات تبدأ بقى تتفق مع شركات الإعلانات عشان تنزل البطاطين الجديدة وتبدأ مع فصل الشتاء تنزل بقى الدفايات وغير ذلك .. دي طبيعة الناس في استقبال الشتاء غالباً .
ولكن كان نظرة السلف للشتاء كانت نظرة تانية خالص، نظرة السلف للشتاء نظرة مختلفة تمامًا عن نظرتنا لهذا الشهر أو لهذه الفترة من الزمان.
يعني مثلًا سيدنا عُمر رضي الله عنه:
كما روى أبو نعيم في الحِلية بإسناد صحيح كان يقول : " الشتاء غنيمة العابدين ".
إذا كانت الناس في الدنيا بتجتهد جداً إنها تتغلب على فصل الشتاء بشراء الملابس وشراء البطاطين وشراء الدفايات وغير ذلك سيدنا عمر كان بيقول لا لا الشتاء بالنسبة لينا كمؤمنين الشتاء إحنا لازم نكون حريصين عليه لإن ده غنيمة للعابدين، ربنا سبحانه وتعالى أطال فيه الليل جداً فيبقى سهل جداً على الناس إن هي تقدر تصلي كتير وتقوم الليل كتير، وقصر جدًا ربنا عز وجل نهار هذا الفصل فبالتالي يبقى سهل عليك جداً إن أنت تقدر تصوم.
كان سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه ينظر للشتاء فيقول:
" ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ؟ قلنا له بلى ، فقال :الصوم في الشتاء ".
سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه بيقول الغنيمة الباردة اللي تيجي لنا من غير مشقة ولا تعب زي ما قال الإمام الخطابي رحمةُ الله عليه إن احنا نصوم في الشتاء، فهو كان بيعد للشتاء بالاجتهاد في الصيام .
مش كده وبس سيدنا الحسن البصري رحمةُ الله عليه كان بيرى الشتاء ده أفضل فصول السنة وأفضل أوقات العام.
كان الحسن رحمة الله عليه يقول:
" نعم زمان المؤمن الشتاء ، ليله طويل يقومه المؤمن ، ونهاره قصير يصومه المؤمن " .
ده نظرتهم إزاي نستغل الشتاء في عبادة ربنا سبحانه وتعالى زي بالظبط كده لما النبي صلى الله عليه وسلم اتكلم عن زمان الدجال وإن فيه يوم كسنة ويوم كشهر وغير ذلك ، الصحابة رضي الله عنهم قالوا له طب إزاي يا رسول الله هنصلي في هذه الأيام اللي الوقت فيها بيتسع جدًا أو بيضيق جدًا؟! قال لهم اقدروا له قدره، يعني الصحابة في الأزمة دي مسألوش يعملوا إيه مع الدجال، ولكن سألوا هنعبد ربنا إزاي؟
:::::::
سيدنا عبيد بن عمير الليثي رحمه الله:
أحد الكبار كان يقول إذا جاء الشتاء:
" يا أهل القرآن " أول لما الشتاء يجيي يقوم قايل بسرعة " يا أهل القرآن ليلكم لقراءتكم فاقرأوا، وقصر النهار فصوموا " .
كان بيقول لهم أحسن وقت تراجعوا فيه القرآن هو وقت الشتاء الليل طويل ما شاء الله سهل عليك جداً إن أنت تجتهد غاية الاجتهاد في قراءة القرآن في هذا الوقت.
سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه:
بكى في يوم من الأيام وهو في آخر أيام حياته وهو بيحتضر فقيل له " يا معاذ أتجزع من الموت وتبكي " أنت خايف من وبتبكي ، قال : " ومالي لا أبكي ومن أحق بذلك مني والله ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على دنياكم، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر في الصيف وقيام الليل في الشتاء " أكتر حاجة مبكية سيدنا معاذ إن الموت هيحول بينه وبين صيام النهار في أيام الصيف في عز الحر، وبين قيام الليل في أوقات الشتاء.
شوفتوا الناس دي كانت بتتعامل مع فصول السنة إزاي؟!
عبادة وطاعة وكل شهر أو كل موسم أو كل فصل أو كل يوم أو كل ليلة لها العبادة الخاصة بها، في عز الحر نصوم للسقيا يوم الظمأ وفي عز البرد هنصلي قيام ليل عشان نقرب أكتر من ربنا سبحانه وتعالى.
وقتادة كان بيقول إن عامر بن قيس رضي الله عنهم:
لما حضره الموت جعل يبكي فقيل له ما يبكيك ؟ قال : " ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ، ولكن أبكي على قيام الليل في الشتاء " أكتر حاجة محزناني في فراقي للدنيا مش أهلي ولا أولادي ولا زوجتي ولا أقاربي ولا أصحابي، ولكن إنه هيحال بينه وبين قيام الليل في فصل الشتاء.
عامر بن عبد الله رضي الله عنه:
وبكى عامر بن عبدالله عند الموت فقيل له ما يبكيك؟ قال:
" هذا الموت غاية الساعين " العباد أهل الطاعة أهل العبادة القريبين جداً من الله عز وجل هم في أشتياق لهذا اليوم أصلاً " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه " ثم قال " هذا الموت غاية الساعين وإنا لله وإنا إليه راجعون، والله ما أبكي جزعاً من الموت ولكن أبكي على حر النهار وبرد الليل " يعني الصيام والقيام.
كلماتهم كلها قريبة من بعض بس المعنى الواحد الأساسي المشترك عن الجميع إن الكل كان حريص على الفصل ده على قيام الليل فيه، على قراءة القرآن فيه، على صيام نهاره كما سيتبين لنا الآن.
أحبابي الكرام فصل الشتاء عظات وعبر والسلف كان لهم مع هذا الفصل عجب العجاب.
يقول أحد العبُاد رحمه الله:
" والله ما رأيت الثلج يتساقط قط إلا تذكرت تطاير الصحف يوم الحشر والنشر ".
للدرجة دي !!
مفيش يوم من الأيام شوفت التلج فيه بينزل ويتناثر كده على الأرض إلا وافتكرت تطاير الصحف يوم ما هنقف بين إيدين ربنا سبحانه وتعالى.
كانوا دايماً حرصين على أنه ياخدوا العبرة والعظة من هذه الشهور، الأعجب من كده كانوا رضي الله عنهم أجمعين بيجتهدوا غاية الاجتهاد في الأيام دي في طاعة ربنا والعبادة والقرب من ربنا سبحانه وتعالى، هل يا ترى ممكن ناخد العظة والعبرة زي ما هم خدوا العظة والعبرة؟
سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه بيقول:
" لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
اشتكت النار إلى ربها فقالت أي رب أكل بعضي بعضاً فأذن لي بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فقال صلى الله عليه وسلم فأذن الله لها فهو ما أشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير " الحديث متفق عليه.
تخيلوا معايا بمجرد ما الإنسان يفكر في هذا الأمر إن أشد البرد ده بتاع جهنم عرفت ليه هما كانوا بيجتهدوا في فصل الشتاء عشان ربنا سبحانه وتعالى يقيهم شر هذا البرد يوم ما يقابلوا ربنا سبحانه وتعالى، ويقيهم شر النار وحر النار يوم أن يلقون الله سبحانه وتعالى.
لازم نفهم كويس جدًا إن السلف نظروا لهذا الفصل بصورة عجيبة غريبة خلاف ما إحنا كنا بنعمل مش كده وبس، بل رضيَّ الله عنهم ودي من الوقفات جداً جداً جداً إن هم رضيَّ الله عنهم فصل الشتاء ما فرق بينهم وبين طاعة الله عز وجل، بعض الناس ما بيصدق لما بيجي فصل الشتاء عشان ينام كتير بالليل، أما هم فكانوا يسخرون أنفسهم وأعمالهم في طاعة الله سبحانه وتعالى.
لا ننسى أبدًا سيدنا
عمرو بن العاص رضي الله عنه:
اللي خرج في غزوة ذات السلاسل وفي ليلة باردة خاف إنه يغتسل ليموت من شدة البرد.
ومننساش بردو قول،
جابر رضي الله عنه:
إنهم قعدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم 3 أيام بيحفروا الخندق في برد شديد ولم يذوقوا ذواقاً ما أكلوش لدرجة إن في ليلة من الليالي النبي صلى الله عليه وسلم بيقول " من يأتيني بخبر القوم وهو معي في الجنة " من شدة البرد ومن شدة الخوف اللي أصابهم في هذ اليوم محدش قدر يقوم إلا لما النبي صلى الله عليه وسلم قال قوم يا حذيفة.
ما ننساش بردو غزوة ذات الرقاع:
اللي خرج فيها الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم في برد شديد سيدنا أبو موسى الأشعري يقول كما في صحيح مسلم " خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع فكانت أظفارنا تتساقط من شدة البرد، فكنا نلف على أيدينا وأرجلنا الرقاع والخرق، فسميت بذات الرقاع " تخيلوا من شدة البرد أظافرهم كانت بتقع!
الصحابة رضوان الله عليهم جعلوا فصل الشتاء فصل طاعة فصل عبادة فصل قرب من الله، أعظم الغزوات اللي الصحابة رضوان الله عليهم دخلوا فيها كانت في هذا الشهر الكريم وسبحان الله مَنَّ الله عز وجل عليهم بالفتح ومَنَّ الله عز وجل عليهم بالقرب منه عشان قدروا يستغلوا هذا الشهر الكريم، السلف نظروا لهذا الشهر أو لهذا الفصل إنه الفصل ده هنجتهد فيه في الطاعة هنجتهد فيه في العبادة هنجتهد فيه من القرب من الله سبحانه وتعالى.
أرجو إن تكون العظة دي والعبرة دي واصلة لينا جميعاً ونستعد بالبطاطين والملابس والدفايات عشان نقدر نقوم الليل ونصوم هذا النهار .. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أهلاً وسهلا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي واسأل الله سبحانه وتعالى بأسماءه الحسنى وصفاته العلى الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعنا وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ..
:::::::
الشتاء عبر وعظات
كتير من الناس مع دخول فصل الشتاء بتبدأ تستعد يبدأوا يجهزوا ملابس الشتاء وينزلوا يلفوا على المحلات، وتبدأ الشركات بتاعت المنتجات تبدأ بقى تتفق مع شركات الإعلانات عشان تنزل البطاطين الجديدة وتبدأ مع فصل الشتاء تنزل بقى الدفايات وغير ذلك .. دي طبيعة الناس في استقبال الشتاء غالباً .
ولكن كان نظرة السلف للشتاء كانت نظرة تانية خالص، نظرة السلف للشتاء نظرة مختلفة تمامًا عن نظرتنا لهذا الشهر أو لهذه الفترة من الزمان.
يعني مثلًا سيدنا عُمر رضي الله عنه:
كما روى أبو نعيم في الحِلية بإسناد صحيح كان يقول : " الشتاء غنيمة العابدين ".
إذا كانت الناس في الدنيا بتجتهد جداً إنها تتغلب على فصل الشتاء بشراء الملابس وشراء البطاطين وشراء الدفايات وغير ذلك سيدنا عمر كان بيقول لا لا الشتاء بالنسبة لينا كمؤمنين الشتاء إحنا لازم نكون حريصين عليه لإن ده غنيمة للعابدين، ربنا سبحانه وتعالى أطال فيه الليل جداً فيبقى سهل جداً على الناس إن هي تقدر تصلي كتير وتقوم الليل كتير، وقصر جدًا ربنا عز وجل نهار هذا الفصل فبالتالي يبقى سهل عليك جداً إن أنت تقدر تصوم.
كان سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه ينظر للشتاء فيقول:
" ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ؟ قلنا له بلى ، فقال :الصوم في الشتاء ".
سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه بيقول الغنيمة الباردة اللي تيجي لنا من غير مشقة ولا تعب زي ما قال الإمام الخطابي رحمةُ الله عليه إن احنا نصوم في الشتاء، فهو كان بيعد للشتاء بالاجتهاد في الصيام .
مش كده وبس سيدنا الحسن البصري رحمةُ الله عليه كان بيرى الشتاء ده أفضل فصول السنة وأفضل أوقات العام.
كان الحسن رحمة الله عليه يقول:
" نعم زمان المؤمن الشتاء ، ليله طويل يقومه المؤمن ، ونهاره قصير يصومه المؤمن " .
ده نظرتهم إزاي نستغل الشتاء في عبادة ربنا سبحانه وتعالى زي بالظبط كده لما النبي صلى الله عليه وسلم اتكلم عن زمان الدجال وإن فيه يوم كسنة ويوم كشهر وغير ذلك ، الصحابة رضي الله عنهم قالوا له طب إزاي يا رسول الله هنصلي في هذه الأيام اللي الوقت فيها بيتسع جدًا أو بيضيق جدًا؟! قال لهم اقدروا له قدره، يعني الصحابة في الأزمة دي مسألوش يعملوا إيه مع الدجال، ولكن سألوا هنعبد ربنا إزاي؟
:::::::
سيدنا عبيد بن عمير الليثي رحمه الله:
أحد الكبار كان يقول إذا جاء الشتاء:
" يا أهل القرآن " أول لما الشتاء يجيي يقوم قايل بسرعة " يا أهل القرآن ليلكم لقراءتكم فاقرأوا، وقصر النهار فصوموا " .
كان بيقول لهم أحسن وقت تراجعوا فيه القرآن هو وقت الشتاء الليل طويل ما شاء الله سهل عليك جداً إن أنت تجتهد غاية الاجتهاد في قراءة القرآن في هذا الوقت.
سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه:
بكى في يوم من الأيام وهو في آخر أيام حياته وهو بيحتضر فقيل له " يا معاذ أتجزع من الموت وتبكي " أنت خايف من وبتبكي ، قال : " ومالي لا أبكي ومن أحق بذلك مني والله ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على دنياكم، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر في الصيف وقيام الليل في الشتاء " أكتر حاجة مبكية سيدنا معاذ إن الموت هيحول بينه وبين صيام النهار في أيام الصيف في عز الحر، وبين قيام الليل في أوقات الشتاء.
شوفتوا الناس دي كانت بتتعامل مع فصول السنة إزاي؟!
عبادة وطاعة وكل شهر أو كل موسم أو كل فصل أو كل يوم أو كل ليلة لها العبادة الخاصة بها، في عز الحر نصوم للسقيا يوم الظمأ وفي عز البرد هنصلي قيام ليل عشان نقرب أكتر من ربنا سبحانه وتعالى.
وقتادة كان بيقول إن عامر بن قيس رضي الله عنهم:
لما حضره الموت جعل يبكي فقيل له ما يبكيك ؟ قال : " ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ، ولكن أبكي على قيام الليل في الشتاء " أكتر حاجة محزناني في فراقي للدنيا مش أهلي ولا أولادي ولا زوجتي ولا أقاربي ولا أصحابي، ولكن إنه هيحال بينه وبين قيام الليل في فصل الشتاء.
عامر بن عبد الله رضي الله عنه:
وبكى عامر بن عبدالله عند الموت فقيل له ما يبكيك؟ قال:
" هذا الموت غاية الساعين " العباد أهل الطاعة أهل العبادة القريبين جداً من الله عز وجل هم في أشتياق لهذا اليوم أصلاً " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه " ثم قال " هذا الموت غاية الساعين وإنا لله وإنا إليه راجعون، والله ما أبكي جزعاً من الموت ولكن أبكي على حر النهار وبرد الليل " يعني الصيام والقيام.
كلماتهم كلها قريبة من بعض بس المعنى الواحد الأساسي المشترك عن الجميع إن الكل كان حريص على الفصل ده على قيام الليل فيه، على قراءة القرآن فيه، على صيام نهاره كما سيتبين لنا الآن.
أحبابي الكرام فصل الشتاء عظات وعبر والسلف كان لهم مع هذا الفصل عجب العجاب.
يقول أحد العبُاد رحمه الله:
" والله ما رأيت الثلج يتساقط قط إلا تذكرت تطاير الصحف يوم الحشر والنشر ".
للدرجة دي !!
مفيش يوم من الأيام شوفت التلج فيه بينزل ويتناثر كده على الأرض إلا وافتكرت تطاير الصحف يوم ما هنقف بين إيدين ربنا سبحانه وتعالى.
كانوا دايماً حرصين على أنه ياخدوا العبرة والعظة من هذه الشهور، الأعجب من كده كانوا رضي الله عنهم أجمعين بيجتهدوا غاية الاجتهاد في الأيام دي في طاعة ربنا والعبادة والقرب من ربنا سبحانه وتعالى، هل يا ترى ممكن ناخد العظة والعبرة زي ما هم خدوا العظة والعبرة؟
سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه بيقول:
" لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
اشتكت النار إلى ربها فقالت أي رب أكل بعضي بعضاً فأذن لي بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فقال صلى الله عليه وسلم فأذن الله لها فهو ما أشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير " الحديث متفق عليه.
تخيلوا معايا بمجرد ما الإنسان يفكر في هذا الأمر إن أشد البرد ده بتاع جهنم عرفت ليه هما كانوا بيجتهدوا في فصل الشتاء عشان ربنا سبحانه وتعالى يقيهم شر هذا البرد يوم ما يقابلوا ربنا سبحانه وتعالى، ويقيهم شر النار وحر النار يوم أن يلقون الله سبحانه وتعالى.
لازم نفهم كويس جدًا إن السلف نظروا لهذا الفصل بصورة عجيبة غريبة خلاف ما إحنا كنا بنعمل مش كده وبس، بل رضيَّ الله عنهم ودي من الوقفات جداً جداً جداً إن هم رضيَّ الله عنهم فصل الشتاء ما فرق بينهم وبين طاعة الله عز وجل، بعض الناس ما بيصدق لما بيجي فصل الشتاء عشان ينام كتير بالليل، أما هم فكانوا يسخرون أنفسهم وأعمالهم في طاعة الله سبحانه وتعالى.
لا ننسى أبدًا سيدنا
عمرو بن العاص رضي الله عنه:
اللي خرج في غزوة ذات السلاسل وفي ليلة باردة خاف إنه يغتسل ليموت من شدة البرد.
ومننساش بردو قول،
جابر رضي الله عنه:
إنهم قعدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم 3 أيام بيحفروا الخندق في برد شديد ولم يذوقوا ذواقاً ما أكلوش لدرجة إن في ليلة من الليالي النبي صلى الله عليه وسلم بيقول " من يأتيني بخبر القوم وهو معي في الجنة " من شدة البرد ومن شدة الخوف اللي أصابهم في هذ اليوم محدش قدر يقوم إلا لما النبي صلى الله عليه وسلم قال قوم يا حذيفة.
ما ننساش بردو غزوة ذات الرقاع:
اللي خرج فيها الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم في برد شديد سيدنا أبو موسى الأشعري يقول كما في صحيح مسلم " خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع فكانت أظفارنا تتساقط من شدة البرد، فكنا نلف على أيدينا وأرجلنا الرقاع والخرق، فسميت بذات الرقاع " تخيلوا من شدة البرد أظافرهم كانت بتقع!
الصحابة رضوان الله عليهم جعلوا فصل الشتاء فصل طاعة فصل عبادة فصل قرب من الله، أعظم الغزوات اللي الصحابة رضوان الله عليهم دخلوا فيها كانت في هذا الشهر الكريم وسبحان الله مَنَّ الله عز وجل عليهم بالفتح ومَنَّ الله عز وجل عليهم بالقرب منه عشان قدروا يستغلوا هذا الشهر الكريم، السلف نظروا لهذا الشهر أو لهذا الفصل إنه الفصل ده هنجتهد فيه في الطاعة هنجتهد فيه في العبادة هنجتهد فيه من القرب من الله سبحانه وتعالى.
أرجو إن تكون العظة دي والعبرة دي واصلة لينا جميعاً ونستعد بالبطاطين والملابس والدفايات عشان نقدر نقوم الليل ونصوم هذا النهار .. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تعليق